فكرة البرنامج رغم اتساع وسائل المعرفة والتعلّم في عصرنا؛ إلا أنه يكثُر الفهم الخاطئ للإسلام وتعاليمه ، فأصبحنا نرى المسلم بعيداً عن مفاهيم الإسلام وأخلاقه، سواءٌ كان ذلك في صلته مع الله، أو في حياته الخاصة، أو في حياته العامة.
من هنا؛ كانت الحاجة مُلحّة لوضع مشروع منهجي يساهم في إعداد المسلم الذي يفهم دينه وعصره، ليأخذ موقعه الإيجابي في ممارسة دوره الديني والاجتماعي. فكان برنامج النمو الطيب والذي يتضمن دورات تعليمية تثقيفية منهجية تساهم في بناء الإنسان المسلم عبر وسائل تواصلية متنوعة.
أهداف البرنامج 1- يعلم فروض العين متصفاً بالعبودية لله وقائماً بالعمل الصالح. 2- يشارك بإقامة فروض الكفاية بأن يأخذ موقعه في العمل لإقامة الدين في الحياة. 3- يعمل لتنمية نفسه ومن حوله إيمانياً وعملاً صالحاً.
منطلقات البرنامج 1- معرفة الله هي المبتدأ والمنطلق: إذ إن ذلك هو الأساس الذي يقوم عليه بناء العبد الرباني، فلا بد من معرفة ذهنية وقلبية، يرتقي بها الإنسان إلى مراتب العبودية الحقيقية لله تعالى. 2- العلم سابق على العمل: فلا عمل صحيح مقبول عند الله تعالى ما لم يكن مبنياً على علم ومعرفة صحيحة. 3- التعلُّم لا بد له من منهج: حيث تصاغ المعلومات المطلوبة عبر منظومة تعليمية منهجية تنموية شاملة، تتدرج في إيصال المعلومة للمتلقي وتربيه عليها، تخضع لتقييم مناسب،
يساعد على تطوير عرض المعلومات بشكل يناسب الشريحة المستهدفة. 4- إثمار العمل الصالح في الإنسان: فإنما يراد العلم للعمل، فلا بد من ظهور أثر العلم في الإنسان المتعلم: شعوراً، وقولاً، وفعلاً، وسلوكاً. 5- المواكبة التفاعلية التحفيزية: فالمرء ضعيف بنفسه قويٌّ بإخوانه، فالمواكبة للفرد وتجاوز عقبات الطريق؛ تمهّد للارتقاء في مدارج الالتزام والعبودية والقرب من الله تعالى.
الخدمات الأساسية يقدم برنامج النمو الطيب دورات تعليمية منهجية في مجالات متنوعة (شرعي، فكري، دعوي، تزكية).
الشريحة المستهدفة بستهدف البرنامج في دوراته الإنسان بشكل عام، لكنه يركز في توجهه إلى الشريحة العمرية (17-30) سنة، لأنه السن الذي تتكون فيه شخصية الإنسان وقناعاته، فتحدد مساره في الحياة.
المراحل التعليمية
تعريف المراحل من خلال النظر في القرآن الكريم، نجد أنه تناول مراحل نمو الإنسان بمنهجية، وقامت التجربة المحمدية بترجمة هذه المراحل بطريقة عملية مع الصحابة الكرام رضوان الله عليهم
في بناء الدين وظهوره.
آية واحدة في كتاب الله تعالى أوضحت مراحل أربعة لنمو الإنسان المسلم، هذه الآية قوله تعالى:
بعد المراحل الأربعة يصل المؤمن إلى نتيجة؛ مفادها: ما هو دوري الذي يجب عليَّ أن أقوم به؟ فتأتي المرحلة الخامسة وهي "ترك الأثر".
المرحلة الأولى (الزرع): التأسيس ووضع البذور حيث التأسيس ووضع البذور الأساسية من العلوم والمعارف (القرآن الكريم، الحديث الشريف، العقيدة، الفقه، التزكية، ...). المرحلة الثانية (الشطء): بداية التفتّح والتوسع حيث التفتح والتوسع والتكميل في دراسة بعض العلوم في المرحلة الأولى، إضافة لبناء علاقات جديدة مع الصلاة والأخلاق والمفاهيم. المرحلة الثالثة (المؤازرة والاستغلاظ): التعاون والنتاج حيث بيانٌ لمواضيع مثارة، وبناء علاقات جديدة مع العبادات والذكر والتلاوة، مع تجارب تاريخية معبّرة إضافة لعلوم النمو. المرحلة الرابعة (الاستواء): النضج والاتقان حيث النضج بمعرفة قوانين وسنن التغيير انطلاقًا من السيرة الشريفة، وعلاقات الإنسان الحاسمة في الحياة، مع البدء بمشاريع تنفيذية. المرحلة الخامسة: ترك الأثر حيث العلوم السابقة مع بلاء الإنسان لنفسه؛ تولّد مشروعًا عمليًا حياتيًا له مناصرة للدين وقضية يبذل طاقاته لها.