الادارة
. 15 يناير, 2025, 10:46 AM
الحياة في سبيل الله: جهاد مبرور وتحقيق الخير
الكاتب: د. صبح البداح
تاريخ كتابة المقال: 15/1/2025
في زماننا الحاضر، يعيش الشباب تحديات ومغريات لا حصر لها. من المهم أن نجد في كل هذا ضوء الهداية الرباني، وأن نتعلم كيفية التوازن بين متطلبات الدنيا والتطلع لنصرة الدين. إن مفهوم الحياة في سبيل الله يتجاوز الجهاد التقليدي ليشمل كل جوانب حياتنا اليومية.
الحياة في سبيل الله لا تقتصر فقط على التضحية بالنفس في سبيل الله، بل تشمل أيضًا السعي الدؤوب لتحقيق الخير والإصلاح في المجتمع. قال الله تعالى في القرآن الكريم: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [سورة الذاريات: 56]. هذا يدل على أن الهدف الأسمى لحياتنا هو عبادة الله بكل جوانبها، سواء كانت بالصلاة والصيام أو بالعمل والإنتاج.
الجهاد المبرور ليس فقط قتال الأعداء، بل هو أيضًا جهاد النفس لتحقيق العدل والخير. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضلُ الجهادِ، أنْ تجاهدَ نَفْسَك وهواكَ في ذاتِ الله". هذا الحديث يعزز مفهوم الجهاد الأكبر، والذي هو مجاهدة النفس والهوى للابتعاد عن المغريات والسير في طريق الله المستقيم.
السعي لتحقيق النجاح الدنيوي ليس معيبًا إذا كان من أجل نصرة الدين وخدمة المجتمع. قال الله تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ } [سورة القصص: 77]. هذا الأمر يشير إلى أهمية التوازن بين تحقيق المكاسب الدنيوية والنظر إلى الآخرة.
الحرية هي جانب مهم في الحياة الإسلامية، ويجب أن تُفهم بأنها تتيح للإنسان العمل والإبداع في نطاق الدين. هذه الحرية تأتي مع مسؤولية أن نختار ما هو خير لنا وللأمة.
الحياة في سبيل الله تعني أكثر من مجرد التضحية بالنفس، إنها تشمل كل جهد نبذله في سبيل تحقيق الخير والعدل في المجتمع. الشباب اليوم بحاجة إلى فهم هذا المفهوم الواسع للجهاد والعمل به لتحقيق التوازن بين الدنيا والآخرة. فلنكن دائمًا مجاهدين في سبيل الله، ساعين لتحقيق الخير والعدل.